الاثنين، 26 أغسطس 2024


*** غبار الزمن - ٤٦. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** غبار الزمن - ٤٦. ***

بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم العمر 

*** غبار الزمن - ٤٦. ***

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ متى, يا قلبي, وأنت حبيس الماضي..؟ 

هجرتك طيور النورس..! 

غبار الزمن يمسحك ويمحيك..  

لم تعد تتحسّس معالم الوجود ؛ 

إلى متى تتواري خلف أسوار الحياة..؟  

ستائر الزمن لا تخفي عن ملامحك 

تراكمات الساعات والأيام والسنين.  

أنت لا تدري كم يطول بك هذا العمر. 

أنت لا تضمن أن ترى غدا نور الشمس.  

إلى متى تبقي قدميك مكبّلة بسلاسل الأمس ؟  

لا توجد عند الناس ذاكرة تحتفظ بك وتبقيك..! 

لا أحد يبقى بجانبك..!  

الكل يتخلى عنك ويتابع المسير..!  

لا أحد سيلاحظ الدموع في عينيك..!      

لا أحد سيسمع أنينك وشكواك..!  

لا أحد سيفتح كتابك..!  

لا أحد سيهمه أن يستمع إلى قصصك وحكاياتك..!   

لا أحد سيستوقفه جسدك المستلقي على الدرب..!    

أنت لم تكن ، في يوم من الأيام، بحجم العدم..!  

حاضرك، غدك، مستقبلك وكل ما تبقى منك ولك ..      

مساحة؛  أكبر من حجم اليأس والندم..! 

خطوط عريضة بلون الوجع والألم..؛ 

جدران عالية من القلق والخوف تسّور سجنك..  

أنت لم تعد حتى تسعى إلى فسحة من الأمل..    

لم تعد حتى تسترخي وتنام..! 

بت تخشى حتى من الأحلام 

أن تتراءى لك في وقت من الأوقات..!  

أنت لا تريد أن تستسلم من جديد لوهم جديد..    

ما حصدته في مسيرة حياتك ..! 

لم يكن سوى سلسلة واسعة من الأوهام..! 

حياتك بكاملها لم تكن سوى حصيرة طائرة في سراب.. ! 

نعم، كانت حياتك ؛ صراع وجهاد..!   

كانت قصة حب وعائلة..!  

كانت أفكار جميلة، 

كانت مشاريع نبيلة… !  

نعم؛ كانت وكانت..! .                                                                                                                                                    هذا ما كنت تظن أن حياتك كانت عليه.. ؛ 

واليوم؛ تصحي لترى 

أنك لم تكن طيلة حياتك سوى غيوم وسحاب.. 

لم تحتوي يوما على قطرة مطر..!  

_________                          

بقلم. : إبراهيم العمر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق