السبت، 31 أغسطس 2024


( ليلٌ وحلم )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( ليلٌ وحلم )

بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي 

( ليلٌ وحلم )

-------------------------

مضى ما مضى مما أرومُ وأعشَقُ

ولي في بواقِي العمرِ هَمٌّ مُعَلَّقُ

فتشخصُ عينُ القلبِ تستقرئُ الأسى

تهادنُهُ حيناً وحيناً تطوِّقُ

سجالٌ هي الدنيا فيومٌ كريهةٌ

ويومٌ بظهرِ الغيبِ علّهُ يُشرِقُ

أمانٍ وللآهاتِ رسمٌ على الثرى 

ولي في خُطاها وقعُ نبضٍ مُخَنَّقُ

ولكنني رغمَ الضنى أمقُتُ الكَرى

فعندَ شتاتِ الليلِ حُلْمٌ مُنَمَّقُ

سأُطلِقُ آهاتي على كلِّ وِجهةٍ

لِترتدَّ أصداءٌ لها النَّجمُ يَبرُقُ

ويَمخُرُ لُجَّ الليلِ قد ضَلَّ ظِلُّهُ

بفُلْكِ الأماني مُشرَعاتٍ تَمزَّقُ

فلي عندَ مرساها انتفاضٌ فَهُدنَةٌ

ولي حيثُ مجراها من الموجِ أحمقُ

أناجِزُ عنها الريحَ بطشَ هبوبِها

وأعلَمُ أنّي للمدى كنتُ أسبِقُ

أما لي سبيلٌ إنْ سلَكتُ ،فحسرةٌ

على ما أضاعَ الدَّهرُ مني تحرِّقُ

جمعتُ عذاباتي على كلِّ مَذهَبٍ

فمِنْ خيبةِ التجميعِ كأسٌ مُعتَّقُ

وأطلقتُ فيها من خيالاتِ مثمِلٍ

على كلِّ حينٍ للأسى كم أُصَفِّقُ

وكَمْ أحتفي في أيِّ حالٍ يسوءُني 

لعلَّ الذي أضنى الفؤادَ سيُشفِقُ

أُلمْلمُ أوراقَ الخريفِ أعُدُّها

إلى نقطةٍ قبل البدايةِ أُطرِقُ

فإنَّ الذي قد حالَ بيني وبينها

مخاضٌ عسيرٌ للرؤى حين تَصدُقُ

أأبكي على الأوجاعِ في كلَّ لحظةٍ

-وقلبي مع الترحالِ -حلاً يؤرقُ؟!

كأنَّ خطى الأحلامِ وهْي إلى بِلىً

غَفَتْ في مراميها شتاتاً تَفَرَّقُ

ولي في زُحافاتِ الطويلِ وسيلةٌ

لعلَّ يراعي لو بَكُمْتُ سينطِقُ 

فأسألهُ أنْ قُدْ بصيراً وما اهتدى

لقافيةٍ فيها الحروفُ تَألَّقُ

كأنَّ تفاعيلاً مُسوخاً تواترَتْ

لِيعجِزَني مصراعُ بيتٍ مُغَلّقُ

تَلقَّفتُ كلَّ النائباتِ تحفُّني

فيا لمّةَ الأمداءِ عمريَ أضيَقُ 

تطاردُني الأوتارُ وهي كفيفةٌ

بمعزوفةٍ تترى فمن ذا سيشفِقُ

أجادلُها فيما أرومُ عَشِيَّةً

فتحصينيَ الأيامُ والأفقُ يُسرَقُ

ولي في رفاتِ القلبِ ذكرى تَخلّدَت

إذا ما يقينٌ راحَ عني يُحَلِّقُ

وذنبي إذا ما عُدَّ ذنباً فإنني

خُلِقتُ وأوجاعي سناً يتدفَّقُ

أيا مسرحَ الدنيا فصولُك ما لها

تميدُ فيا ليتَ الستارةَ تغلقُ

-----------------

بقلم : جاسم الطائي

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق