الاثنين، 29 يوليو 2024


*** الإصبع الواحد. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الإصبع الواحد. ***

بقلم الكاتبة المتالقة : مها حيدر 

*** الإصبع الواحد. ***

رمت القلم بغضب وانزعاج، ماذا ستفعل الآن ؟!

اليوم مهم جدًا بالنسبة لها، بكت متألمة مما تعاني، خرجت من المنزل مسرعة وتوجهت إلى قمة الجبل القريب من بيتها، صعدته وبدأت بالصراخ لكي تخرج ما بداخلها وترتاح قليلًا.

تنفست الصعداء، لقد كانت تفكر في أمر خطير، وبعد مضي ساعات، نزلت تتمشى بطريق متعرج، تعثرت لأكثر من مرةً، وتدحرجت بين الصخور بعد أن فقدت توازنها.

وعندما عادت، كانت ملابسها ملطخة بالأوحال، وقد تمزق جزء منها، لم تكن تفكر في الاستسلام للمصاعب، بل كان همها التركيز على تحقيق حلمها، لكنها وحيدة، وعائلتها بعيدة عنها.

أخذت نفساً عميقاً محاولة إمساك القلم، لكنها فشلت، وأصبحت عابسة الوجه.

هبت عاصفة مفاجئة وقوية، دفعتها، وقذفت بها إلى مكان مليئ بالنجوم، وأصبحت فوق سطح القمر.

رأت مخلوقات غريبة، تفاجأت بأنها مثلها لديها إصبع واحد، فلعلها أيضاً مثلها ولدت كذلك، والمفاجأة الكبرى أن هذه المخلوقات تعيش فوق القمر !!

- مرحبًا .. كيف تكتبون؟

- أهلا بك، محاولة إمساك القلم وأنت عابسة الوجه لا يفيد، فبالثقة والابتسامة من وجهك الجميل يأتيك الحظ، والسعادة ليس بنجاحك في الحياة فقط، بل بابتسامة وضحكة حتى لو كنت في موقف صعب.

لقد كانت متفقة مع إحدى دور النشر لطبع كتابها الأول، لكنها لا تستطيع إمساك القلم، تألمت وحزنت ، فكرت بالانتحار، لكن الأمل لم يتخل عنها فتدربت، ونجحت في إمساك القلم بإصبعها الوحيد، وطبعت كتابها الذي حلمت به، بتشجيعها لنفسها، مع مساعدة الآخرين وحبهم لها.

تذكرت أن القمر كان ملهمًا لها، وتمنت لو أن المخلوقات الغريبة دائماً معها.

بقلم : مها حيدر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق