الجمعة، 28 يونيو 2024


*** (جميلة) -***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** (جميلة) -***

بقلم الشاعر المتألق: محمد رشاد محمود 

*** (جميلة) -***

 (محمد رشاد محمود)

إلى التي وِصالُها بَرْحٌ وفراقُها سَفْح ، وغيابُها نَصَب ومثولُها وَصَب ، فلا يكادُ المَرءُ يخلو في حالَتَيها مِن هَمٍّ أو يفيءُ إلى مَرفَإٍ مِن طِلاب :

جَميـلَـــــةُ لا أدري بأيَّـــــــةِ حيـلَــــــــةٍ

أجالِدُ عن نفسـي هوًى فيــــكِ جاحمـي 

لَـقَد نـــالَ منِّي الـــوَجــدُ حتَّى أحالَــني

إلـى حَيــــثُ لا أُمضي مَـرامَ الــعَزائِـــمِ

وأضرَى بِـمِــعــراجِ الــبَيــــانِ غُلالَـــــــةً

تَـاَبَّى علــى الُــنَّـجوَى تَـرَقْرَقُ مِـن فَمـي

أُحِبُّـكِ حُبَّ الـطَّـلِّ في الـرَّوْضِ لِلجَنَــى

وحُبَّ جَديــبِ الأرضِ رِيَّ الــغَمــائِـــمِ

وأشتـــاقُ أشْــتَــفُّ التَّـــعِلاتِ مِن فَـــمٍ

تَخايَــلَ فـي شَــطَّيـهِ لَــمعُ السَّــجائـــمِ

وأنشَـى شَــميمَ الـوَردِ مِنْ عـاطِرِ الـرُّبـا

لِنَـهــدَيكِ بَيـنَ البَهـــــوِ مَلهَـى البـراجمِ

إذا ما أتـــاحَ الشّــــوقُ عِطفَيْــــكٍ ضَمَّةً

أراغــا لَــــدَى صَدري نِـــقارَ الــحَمـائِــمِ

فأحظَى بتهــــويم اللَّــــذاذاتِ كُلِّـهــــــا

تَدَفَّـقُ في رُوعي وجِســـمي ومِنسَــمي

لَـــذاذاتُ عِـربيـــــدِ قَضَى جُـــلَّ عُمـرِهِ

لَهــــــيــفًا إلى فَضِّ الجَمـالِ المُكَتَّـــــمِ

أهيـــــمُ فَلا أنْفَــكُّ في حَــومَة الجَـوَى

أُواثِبُ دفْــقَ الشَّــوقِ والشَّــوقُ لاجِمي

وأعيـــا إذا مـــا رابــنـي مِنــكِ مَـلـــمَحٌ

يُنَبِّــئُ عَن مَســـرَى الجَفــا في النّـمائِمِ

وشَكـــــوايَ حُبِّيــــــكِ الشَّــقاءُ لأننــي

أخافُــــكِ أن تُفـضي إلى جَفـوِ صــارِمِ

وأخشَــى فــراقًــا لا أرَى دَرءَ جَــوحِـهِ

رَواحًـــــا كــما يُعيى رِئــابُ المُهـــــدَّمِ

فَيا حَبـــوَةً ما عُدتُ أســطيـعُ بَرْحهـــا

وأنْــــزو لِـفَقدِيهــــــا صَريــــعَ الـمـآزِمِ

غِيــابُـكِ عَـن طرفي عَـمـــاءٌ لِــنـاظري

ولُــبثُــكِ في قلـــــبي نُــــزَاءٌ لِاَعظُـمِي

فـلا القُربُ يُـــرخيني ولا البُــعدُ يَنثَني

بِـــرَوحِ حَشيدِ اللَّهــــــفِ جَمِّ التَّبَــــرُّمِ

وأشـــتاقُ رؤيا طَيـــفِكِ الحِبِّ مَوْهِــنًا

إذا جَنَّــــكِ الإِغفالُ والهَــــجرُ قاصِمي

لِمـــرآكِ أنــــــأى عَــن وجودٍ يَجُـرُّنِــي

إلى عَتَبـــاتِ الـوَجـــــدِ رَثَّ التَّنَـــــعُّمِ

ومــا هــــوَ إلا أن يُغَشِّيَـــكِ النَّـــــــوَى 

فَتَــســوَدَّ فـي عَينَــيَّ غُــــرُّ المَعَـــالِِـمِ

أيـــا مَنْ أرَى في قُربْهـا الجَوحَ مَغنَمًـا 

وأسْـــلَى لِمَنــــآهــا جَنِـــيَّ المَغـانِــــمِ

أَهِـلِّــي فلا تُنئِي شُـخوصَِكِ عَن ضَرًى

لِكَـفَّــيَّ بالضَّمِّ الوَثــــــيقِ المُطَهَّـــــــمِ 

أهـــلِّي كـمـــا يرفَضُّ بِالمهــمهِ الجَــدا

أهِــلِّي على سَــمعي وطَرفي ومِرقَمي

سأهوي إلى مَهـوَى الـوُرَيقاتِ إن نـأَى

رَوَاحُـكِ عَنْ أيـْــكي ويَنـــقضُّ قائِـمي 

ويَــرفضُّ تَــغريــــدٌ تَقَفَّـــــاكِ جَـرسُـهُ

وَينــجابُ عنْ سَرحي رَوَاحُ النَّسائِـــمِ

فَاُفضِي إلى لا شَــيءَ مِِنْ بَعْـــدِ وَقْدَةٍ

هُــمـود رَمَـــادِ الـجَمــرِ إثــرَ الـتَّـضَرُّمِ 

عَدَدتُكِ زُخْرِي في الحيـَـــــاةِ ومَرفَئي

لِــــزَودِ مُلِـمَّـــــــاتِ الشّـقـَـــاءِ المُـدَوِّمِ

فـــلا تُسـلِمي لِلــشَّجوِ رُوعي وَتُرفِـدي

شُجونِيَ رِفــدَ البِيـــدِ جَـوح السَّـمائِـمِ 

(محمد رشاد محمود)

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق