السبت، 25 مايو 2024


( كل مساء )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( كل مساء )

بقلم الشاعر المتألق؛ معروف صلاح 

( كل مساء )

اترك لكِ مِسَاحةً شاسِعةً 

 ولونَ بونٍ كبير

بين نبضِي ووتينِ الرحيل

 لترسميني نخلةً وعرجُون

  فتترعرعُ بساتينُ الزيزفون  

 وتتلعثم الفراشاتُ

 أمام النور الكثيف الحنُون

  يحدُوها أملُ المساء

  في دروب الجنون

  وعلى نبضاتِ 

 خصرِكِ النبيل 

  تتمايلُ ظلالي بِالظنُون

   وفي جريدِ النخيل 

   تتقطع أوصالي

 على سُباطِ جُمَّارِ التمُور

بِسياطِ مَكحلةٍ ومَسبحةٍ    

  تكونينَ مصبحةً

 في هَمساتِ المَسَاء 

 وها قد انحلَّ الخرِيف

 والريحُ تعوِي كالذئاب

 في المضيقِ الكسِيح

  سيرحلُ بردُ الشتاءِ

  اللعينِ هُناك 

  عن مدينتنا

 وهنا ربيعُ السمواتِ البديع

 والعطرُ الذي يهوِي

  يَملأُ الأنوفَ .. قد فاح

  هنا الارجاءُ كُلُّها سفُوح

  تذكرني بِعُمقٍ كبِير  

  أوقدَ سلطان ذاتِي  

  مراتٍ ومراتٍ باللذاتِ 

 في مملكةِ عرفاني

 قد هان

  ورُوحي يحدُوها 

 العِناقُ الوَبِيل

  لملميني .. بعثريني

  بالهمهمَات

أغرقيني في الملمَات

 اشبعيني من حناياكِ

  بِالغمغمات 

  يا بنتَ دَوحي ونَوحي

  مازالتِ تعذبيني 

 بِرُوحي وجرُوحي

 وأنتِ تنكأينَ قرُوحي

كلما داومتِ على الهجرَانِ 

وزادُ السفر قد فات

 أجد نبضاتي 

 تفيء إليكِ بالرُّفَات

  حتى موعدِ الممَات

 غيِّري يا حبيبتي

تلكَ المسَافةَ البائنةَ  

  بالعثراتِ

 واتركيها بينَ الآمال

  الراسخةِ بالهنَّات 

كملكةٍ مجنونةٍ متوجةٍ

 تتكيء على رَاحَة الفُؤادِ 

  وفلذةِ اليقين ...

............................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق