الأربعاء، 15 مايو 2024


*** قصة  مر من هنا. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** قصة مر من هنا. ***

بقلم الشاعر المتألق: ادريس قشيش 

*** قصة مر من هنا. ***

مر من هنا العم وردان الذي كان يعيش مع زوجته عاتكة في هذا البيت المتواضع المصنوع من الطين المعتمد على القش والخشب.اما داخله يعتريك منه الحزن والاسى،غرفة للنوم بها  حصير قديم وغطاء مهترئ .نوافذه لا تكاد  تدخل النور من كوة ضيقة.اما زوجته عاتكة مسكينة تعاني من المرض هزيلة الجسد، غائرة العينين،انينها يهز القلوب ويعصر فؤاد العم وردان...يحاول ان يطعمها لكن دون جدوى،ماهي الا لحظات حتى فارقت الحياة.حزن حزنا شديدا ،حملها بين  يديه يتمعن في وجهها وعينيها وشريط الذكريات بين عينيه ادرف دمعة ساخنة متحجرة من عينيه والبكاء يخنق حنجرته،قبل جبينها واسلم جسدها على العصير....تكلف الناس بالدفن و بمراسيم العزاء.كل عاد الى بيته وهو بقي وحيدا ترى من يدخل السرور الى قلبه؟ من يسليه في وحدته؟ من يؤنسه في الظلمة الحالكة؟ بعد مرور الايام الف الخلوة والوحدة واذا به يسمع طرقا بالباب اذ كان الوقت ليلا، ترى من الذي جاء في ذلك الوقت المتأخر.استند على الحائط معتمدا على عود المكنسة التي كانت تتكئ عليها  عاتكة .فتح الباب الخشبي القديم فأصدر صوتا قويا مزعا .تعرض وردان الى صدمة قوية بعدما رأى عاتكة امام الباب مبتسمة مشرقة نورها كنور القمر وما زادها اللباس الابيض الا فتنة وجمالا،ظل مشدوها لفترة طويلة محاولا ان يصدق ما رآه،اقترب منها ليمسك يديها فبادلته بنفس الشيء، ابتسمت ابتسامة جميلة واخبرته انه سيكون عريسها في تلك الليلة وان تأخذه الى مكان اجمل ليعيش مرتاحا ، بعد همس عاتكة في اذن العم وردان انتشى والسعادة تغمر محياه،فارق الحياة ليلحق بالحب الابدي الذي كان رمز الوفاء.

**********

بقلم إدريس قشيش

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق