الأحد، 19 مايو 2024


(فاصلة أم نقطة )

النادي الملكي للأدب والسلام 

(فاصلة أم نقطة )

بقلم الشاعر المتألق: عمر العلوش

(فاصلة أم نقطة )

هي رقة عاشقة غضة تخشى البوح وفي جنبات الضلوع وجع لايُباح إلاك ،فيا أيها الغائب أينك ، أطلت بينك ، ستلقي كل أنفاسها عبرات باكية إليه ، فالقلب لم يعد يحتمل عذابه ، والضلوع آهاتٍ مُوجعاتٍ وما هذه الآهات إلا صفيراً لريحٍ عاتية تجتاحها فشتان مابين رياح و ريحٍ كسرت جنبات القلب ونخرت

حتى النياط منه ، وأيام عمر ما أُحتسبت من حياة ...وما ضمته إلا ضمة مقدسة طرية ، ماجدوى الضم بعد الكسر ، فالكسر أقوى

الحركات وإن تلاها الضم ، فالفتح بالجرح ينزف ولا يعرف سكون وهدوء .

ضمة وإن كانت واهية بعثت في الجسد روح أو أشباه روح كادت تفقدها ، فأرادت من روحها  أن تصدق ، حتى يتلمس بيده مفاتن من شعر قد انجدل من عطر أنفاسه ، تحتاج يده لتهز كتفها وتزيح مواجعها ، لعلها تعلم انها ليست بحلم شقي .

بصوته بهمساته بنظراته و برفة هدبه حارت تترقب ، وهي تبوح بقسوة التنهيد والتسهيد ، من وجع لتصالح الدنيا كل الدنيا وتسامح زمن من أوجاع برفة هدب واحدة .

إمراة تنشد أماناً لقلبها فتطلب ذلك أن يكون لها ويشد من وثاق الوريد والوتين على قلبها ، وأمل تحيا بنوره ،  وهي مازالت متلعثمة في البوح حائرة .

لتعلنها خوفاً على عمرها أن يضيع منها من غير أن تقول أحبك


هي فاصلة أو ربما نقطة ،  وإن شئت هي حالة وجدانية إفتراضية ، أو قصة شهريار وشهرزاد ، هي تشتكي ، شكوى المتمتع بوجعه ، وآهته المنتشية .

هو فيها بكل أجزائها لكنها تفتش عنه حتى في صغائره ، تلهث محتميًة بيقين يتشقق في وجدانها شظايا ، ليصبح ماكان بقايا من عمر .

هي منه انبثقت ،تميمة حب وايقونة لصلاة ، وما تعشعش من عطرٍ في مسامها ، وهو في رمزيته ليس إلا بعض منها ،وما ذاك الحنين إلا لإجزاء تحن لأجزاء .

الغياب لن يكون بعداً ،الحلم والليل اعتادته ، ليس عطره ولا ظله فحسب بل تمدد في مسيرة عمر فخطواته ليست ككل الخطوات في طريق حلم ،  ولا أنفاسها هربت منها النبضات ولاسبيل لفراق حنين استبد ، واصبح يعرفها ويعرف فرحتها حين تطير مع ذلك الحنين ، فطريق حلمها ليست محبوسة بالكلمات ، فيتناثر جسد في جسد ،ويتلاشى وجه في وجه ،

ليغرق ذلك الفجر في ذلك الوجه .

هو من سكب كل شياطين العشق في ذلك الوجدان ، فكانت فاصلة ، ولتنتهي الجملة بنقطة تميت الكلمات .

بقلم : د.عمر أحمد العلوش

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق