قصيدة بعنوان : غبار الموت
النادي الملكي للأدب والسلام
قصيدة بعنوان : غبار الموت
بقلم الشاعر المتألق: خالد سليم
قصيدة بعنوان : غبار الموت
بقلم : خالد سليم الهندي
اليوم : الخميس ؛ ٢٠٢٤/٥/١٦
وأُسدٌ في العراق تأبى أن تكون ذليلة..
تُلملمُ غُبار الموت فلا تخشى الثّعالبُ
فتكشف لها القيعان ما كان مُستنزفٌ..
وعلى ضفاف النهر هناك من يترقّبُ
لم تكتفِ بنار الثأرِ والخيلٌ مُستأسِدٌ..
يجرُّ من خلفهِ الأُسود لهيباً يتأَهبُ
أين المُثنّى الذي أثقل في جِراحهم..
فأيقنتِ البقاعُ أنّ المُثنّى لا يُغلَبُ
في كل نوازلِ الموت كان لهم أسداً..
حتى المضارب في رَحاها تَستَغرِبُ
وفي بيداء العراق والعادياتُ بيارقٌ..
حُمرُ الوشاح تَتخطّى كلّ المَصائِبُ
تسيرُ فوق اللّظى لا تَخشى زئيرَهم..
وفي قُدورِ الموتِ نَذيراً لِما يَكذِبُ
كأنّه في تلاقي النّهر يهوى رِقابَهم..
وفي كُلِّ حال اللّقاء فهُوَ المُعَذِّبُ
تَشتدُّ فينا المَصائبُ حين تكشّفت..
ومِن هولِها أنّ الهوان فينا مُعجَبُ
ما دام عُمق الهوان في غزّة شاهداً..
شتّان بين الموت وبين ما يُنصَبُ
هاذي الهزائمُ ما اشتدّ لها عود النّدا..
ولا شَاخت مِنها العزائمُ تَستعذِبُ
ما كان شوقُ اللّقاء في غزّة مُتبدلٌ..
ولا دَاجت بِ قَفرائِها حين تَغضَبُ
وما شَوقُ غزّة لِ المُثنّى إلا متأصلٌ..
فَيندبُ مِنهُ الصّوتُ وهُوَ المُهذّبُ
على ضِفاف دِجلةَ والأُسدُ مَعصوبَة..
تهوى الزّئير فوق الفُراتِ تَتعقّبُ
ويا ليلُ أبدل ما كانَ فينا سَاكِنٌ..
فبحرُ غَزّة يُنادي وَموجُهُ يَعتَبُ
وفي كُلِّ حالِ الهوانِ ما كان راقداً..
فوقَ الحُطامِ وكُلُّ القاعِ مُخَضّبُ
يا ليتَ القوافي تُساندُ في بُحورِها..
كُلّ العذابِ في رَملِ غزّة يُكتَبُ
فيميلُ الهوى نحوَ المُثنّى مُتسارعٌ..
وَعِقابُ الزّمان كانَ لِ غزّة أَقرَبُ
ما حالُنا أنَّ الرِّماح فينا تَصارَعت..
بعد المُثنّى تَدسُّ السّمَّ كَالعَقرَبُ
بقلمي : خالد سليم الهندي
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق