*** أتى الطّاعون. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أتى الطّاعون. ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي
*** أتى الطّاعون. ***
نبحتُ مع الكلابِ على الذّئابِ***فهاجَمني الكثــيرُ من الذّبابِ
بحَثْتُ عنِ المُـــبيدِ فلمْ أجدْهُ***وحارَ الذّهنُ في هذا المصابِ
وكان عليّ أنْ أجدَ انْفــــراجاً***لأنّ الغزْوَ جاءَ معَ الضّـــباب
شكيتُ إلى ابْنِ آوى سوءَ حالي***وقد قرأ التّـظلّمَ في الكتابِ
وأخْـــــــــبرني بأنّ العدْلَ آتٍ***إذا مَنحوا القضاءَ إلى الغرابِ
////
دفنتُ النّفسَ في الأدْغالِ لمّا***تعطّلَ مَنْــــــطقي فِقْهاً وفهْما
وجدتُ بأنّني بشرٌ ضَــعيفٌ***وأنّ الجــــــسْمَ كان دَماً ولحْـما
فكيفَ سأستطيعُ كفاحَ عدْوى**سينشُرُها الذّبابُ أذىً وظُلما
ستفعلُ ما تشاءُ بمنْ تُعادي***وتَرجُمُ بالوباءِ النّاسَ رجْــــــــما
وعند بلوغنا سَقْفَ التّردّي***سنصـــــــــبحُ عندها أجلاً مُسمّى
////
أتى الطّاعونُ فانتشر الجنونُ***وأُوصِدَتِ المـــسامعُ والعيونُ
وشاء النّاسُ أن يلدوا كثيراً***ومن جُهلائهمْ بدأ المُـــــــــجونُ
تربّعَ فُحْشهُمْ فوْق القضايا***وفي أعقابــــــــــــهمْ سارَ البنونُ
فنادى من مساجدنا المُنادي***وقدْ مُلئتْ بأمّتنا السّــــــجونُ
فكان جوابُ من حكموا بلادي**أتى الطّاعون يصْحبهُ الجنونُ
////
أروني في بلاد المــــــسلمينا***عدالة من أداروا الحكــم فينا
ألم تر كيف أصـــــبحنا رقيقاً***نقبّلُ في الأيادي راكِعـــــــينا
كأنّ رؤوسنا انفصلتْ علينا***أمامَ الحاكمينا الظّــــــــــــالمينا
فهل حُدّثْتَ عنْ أيْتامِ عصْرٍ***تجسّدَ ضُعفهُمْ في المـــسلمينا؟
يحاربُ بعضُهمْ بعضاً بِعُنْفٍ***تجاوزَ في الوحوشِ المُرْعِبينا
////
يُهمّشُ في مواطِننا الرّجالُ***ويُنتـــــــــــخَبُ النّواطرُ والبغالُ
كأنّ بلادنا انقلبتْ علــــينا***فساءَ الحال واخْـــــــتنقَ السّؤالُ
وفي الغاب الوحوش قدِ اسْتبدّتْ**فكانَ وراءَ سَطْوَتِها الوبالُ
وولولت البهائم في بلادي***مـــــــــخافة أن يداهمها الزّوال
وما الطّاعونُ إلاّ داءُ سلٍّ***سيَخْــــــــــــــنقُنا بنكْستِهِ السّعالُ
بقلم : محمد الدبلي الفاطمي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق