***الدالُ والمدلول***
النادي الملكي للأدب والسلام
***الدالُ والمدلول***
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
***الدالُ والمدلول***
للهِ تحيا في الفؤادِ طلولُ
ولذكرُ ربي ما حييتُ يطولُ
صحراءُ رابيتي هناكَ وزهرتي
فيها من الذنبِ القديمِ ذبولُ
لم يسقها إلا العنادُ وطخيةٌ
ما زارَها كيلا تُجذَّ رسولُ
قِصَرٌ أصابَ درايتي وتعقّلي
وعزيمتي فبها الهناتُ الطولُ
آهٍ على خطأ تفجّرَ من دمي
فبدت مواجعُهُ عليَّ تسيلُ
النفسُ تستبقُ المعاصي والأذى
ولكلِّ مجترحٍ يقضَّ تميلُ
قبحُ الصنائعِ وصمةٌ بقلوبِنا
وهناكَ مندفنٌ عليه جميلُ
للهِ يندفعُ الهدوءُ فجاءَنا
صدقٌ تواشجَ في العقولِ أثيلُ
سارت إليك بقلبِها وبفكرِها
فأعادَ وصلَ المحسنينٕ سبيلُ
فدللتني للحقِّ تلك درايةٌ
فلأنت في عمقِ الحياةِ دليلُ
فنبذتُ بعدًا والبدانةَ والجفا
جسدٌ تقرّبَ للإلهِ نحيلُ
أملي يظلُّ بمهجتي فلإنّهُ
نورٌ فيولدُ في دمي تأميلُ
وتأصّلت كلماتُهُ من وحيهِ
لتظلَّ توصلُني إليك أصولُ
في وحدتي هذي الندامةُ أُشعلت
والذنبُ حتى يستطيلَ مغولُ
علتِ القبائحُ من خطايا استأسدت
حتى بدا من فعلهنَّ سفولُ
وهناكَ قد غلتِ المراجلُ للذي
من فعلِهِ ضحكت عليه الغولُ
عقلتكَ أربابُ المفاهمِ والنهى
سجدت لتظهرَ عجزهنَّ عقولُ
فتصبُّ آيٌّ من كتابِكَ رحمةً
حتى اكتسى من ذي العلى الإنجيلُ
يا أيها القرآنُ أنتَ بشارةٌ
ظلٌّ على من قدسوكَ ظليلُ
فنخوضُ نقرأُ آيةّ من آيةٍ
فكأنّما يوحي لنا جبريلُ
فكأنّنا في جنّةٍ هو عرضُها
وبه تناغمَ كوثرٌ ونخيلُ
وإذا تلوتَ مرتّلًا آياتِهِ
فبه يشافى مدنفٌ وعليلُ
عميت عيونُ ضلالةٍ ما عاينت
فإلى اللظى هذي العيونُ الحولُ
بينَ المعاجزِ ترتقي وبنورِهِ
تحيا ومن خيرٍ يُبَثُّ تنولُ
من كلّ أنواعِ الهدايةِ تستقي
وبه يطيبُ لحاصلٍ محصولُ
دلَّ الوجودُ لخالقٍ في خلقِهِ
ولكلِّ دالٍ في الورى مدلولُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق