( أماني الروح)
النادي الملكي للأدب والسلام
( أماني الروح)
بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي
( أماني الروح)
ضاقَتْ أماني الروحِ فيكَ ذُبولا
لا عرضَ فيها فسحةً أو طولا
فغَدَت سنونُ العمرِ مِثلَ سُوَيعةٍ
وغدا الفؤادُ على هواكَ مَلولا
أفْصِحْ فإنَّ دوامَ سرِّكَ مُهلِكٌ
وارمِ النفوسَ بطيشِها تَهويلا
أفَيَا رسولَ البينِ رُدَّ ألمْ تُرِدْ
ألايَ صيداً غارماً وسَليلا
فتنالُ مِنِّي في جميلِ صبابتي ،
عمداً وأَدْتَ مع الدُّجى قنديلا
وأراكَ تبحثُ في الوجوهِ ولم تَجدْ
أملاً على البلوى يكونُ بديلا
حسنُ الربيعِ سريعةٌ أيامُهُ
شمسٌ قَضَتْ قبلَ الأوانِ أُفولا
ما لي وللدنيا ونبضةُ خافقي
لحنُ الخلودِ أذا عزمتُ رحيلا
يا ملهِماً بالصَّبر حكمُكَ إن مضى
دانَ الفؤادُ له فكانَ ذلولا
مسٌّ أصابَ الأصغرَينِ مغرِّداً
هل من يُعزّي الخافقَ المقتولا
كابَرتُ دهراً في نزالٍ خاسرٍ
ورضيتُ جُرحاً للوفاءِ دليلا
ونثرتُ حرفاً مفعماً بمشاعري
فَارتَدَّ فيَّ حجارةً سجِّيلا
هيَ لوعةٌ أدمَنتُها حُباً بها
مِنْ أنْ أكابدَ في النوى المجهولا
فرددتُ عبراتِ الهوى وكظَمْتُها
ورجوتُ مِنْ دمعِ العيونِ جميلا
كفّ الملامَ فما الملامُ بدافعٍ
قَدَراً وما يشفي لديَّ غليلا
ما أنصَفَت عَينِي سواكُمْ مُدبِراً
أو مقبلاً فبدمعِها مبذولا
ولقد تركتُ بكلِّ بابٍ عَبرةً
حتى عدِمتُ مُخَبِّراً ورسولا
بل قد قضَيتُ بلوعتي وتنهُّدي
مَنْ للطّلولِ ركائِبا وقَبيلا
أعذِبْ بهِ بوحاً شجياً همسُهُ
يُملي عليَّ السِّحرَ منهُ عَجولا
مهلاً أبا تمامَ خُذني رِفقةً
لا زالَ حرفي في النوى مسلولا
مهلاً أبا تمامَ مثليَ لن ترى
شَبَهاً لِيُطربَ قِيلةً ومَقولا
-------------
بقلم : جاسم الطائي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق