***( يا جنّةَ العمر )***
النادي الملكي للأدب والسلام
***( يا جنّةَ العمر )***
بقلم الشاعر المتألق:د. جاسم الطائي
( يا جنّةَ العمر )
كمْ مُعرِضٍ آثرَ الهِجرانَ مُرتابا
ثم استفاقَ على حبٍّ وما تابا
ياقطعةً من شَظايا الجَمرِ تسكُنُني
رفقاً بهذا الهوى يُكرِمْكَ تَرحابا
ما حيلةُ الروحِ مذْ دانَتْ جوانحهُ
فكُنْ لهُ العدلَ أو للعدلِ أسبابا
هذا الذي لو ترى ما في دواخِلِه
لكنتَ بايعتَه حُباً وإعجابا
فلاتَ لحظةَ عشقٍ في ضمائرِنا
وكيفَ نوصِدُ دونَ العشقِ أبوابا
لو يَطرُقُ القلبَ فالميقاتُ جنَّتُهُ
يا جنَّةَ العمرِ عُدني فالهوى طابا
لَكَم تمنيتُ لو هبَّت نسائمُه
ضَيفاً فأكرِمْ بطائيٍ إذا حابى
والعينُ ترقُبُ والأمداءُ ساكنةٌ
إلا صدى الآهِ من صوتٍ وَقَد شابا
أبليتُ راحلتي و الليلُ يألفُني
خابَت ظنونيَ والمرسالُ ما آبا
ولستُ أحفلُ بالجُلّاسِ لو نَطَقوا
كأنَّهُم حدَّثوا لغواً وكِذَّابا
أقلِّبُ الصفحةَ البيضاءَ مُشرِقةً
تطوفُ فيها قوافي الحبِّ أسرابا
إن تابَت الروحُ عن كأسٍ معتقةٍ
فليتَ للخمرِ مثلَ القلبِ سكّابا
ذاكَ الحبيبُ كحُلمٍ جامحٍ غرِدٍ
بايعتُ حكمَهُ مغلوباً وغَلّابا
أبقى وفي العمرِ آمالٌ مضيعةٌ
وأطلبُ السِّحرَ من عينيهِ جلبابا
لينشرَ الدفءَ فوقَ الكونِ أجمعِهِ
ينسابُ رقراقُهُ كالطيفِ خَلابا
لكنهُ الحبُّ تَرحالٌ ومهلَكةٌ
وليسَ يسلكُها من كان هيَّابا
يا خاطراً جئتَ كَم أهذي فأسألُهُ
أنْ طِبْ مُقاماً بحضنِ القلبِ محرابا
فللملائكِ أطيافٌ تَحفُّ بنا
وفي الخيالِ يفيضُ الشِّعرُ إطرابا
أجابني ما لهذا النبضِ يعرفني؟
فقلتُ صارَ سواكَ الخلقُ أغرابا
---------------
بقلم : د٠جاسم الطائي
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق