الثلاثاء، 2 مايو 2023


أرى في الغشّ شرّا قَمطريرا

النادي الملكي للأدب والسلام 

أرى في الغشّ شرّا قَمطريرا

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

أرى في الغشّ شرّا قَمطريرا

 يُحاصرُنا التّخلّفُ والخــمولُ***ومِنْ نكَــساتِنا بَكَتِ العُــــقولُ

 زرَعْنا الغشَّ في الأرْحامِ حتّى***تجمّـــدتِ القرائـحُ والمــيولُ

 وبالَ الجهلُ فوق العلمِ جهراً***فجفّتْ من مَنابعِــــها الحُـقولُ

 ألم ترَ كيْف أصْبحنا يتامى***يُقالُ لنا الكـــــــلامُ ولا نقـــــولُ

 ونصبرُ كالحمـــيرِ لكلّ قَمْعٍ***ولا ندري متى الـبلْــوى تـــزولُ

////

 مؤسّسةُ التّمَدْرُسِ في بلادي**رماها الغشُّ في حُضْنِ الكسادِ

 ومنْ غَشّ العبادَ فليسَ منّا***لأنّه قد أصرّ على الفـــــــــسادِ

 ألمْ ترَ أنّ غِشّ النّاسِ أضْحى***مُشاعاً بيْن مُخـــــتلَفِ العبادِ

 وعشّش في المدارسِ دون خوْفٍ*فهاجَرتِ النّزاهةُ من بلادي

 كأنّ الغشّ فِعْلٌ مُسْتــــــــحَبٌّ***وفنٌّ تسْتـــــعينُ به الأيادي

////

 كفى بالغشِّ في التّعليمِ زورا***يُشوّهُ في الحياةِ لنا الأمُـــورا

 فكَمْ نجَحَ الزّنيمُ بهِ احْتيالاً**بفِعْلِ الحيْفِ واخْتلسَ السُّـطورا

 تَغلْغلَ في النّفوسِ فصارَ عُقْماً**وما تركَ الهراءُ سوى القُشورا

 تأمّلْ سَعينا سَترى اخْتلالاً***أشاعَ بأمّـــــتي شَطــــطاً وَزورا

 وليْسَ العيبُ في الأزْمانِ قَطْعاً**لأنّ النّاسَ قدْ سَكنوا القُبـورا

////

 أرى في الغشّ شرّاً قمْـــطَريرا***وكارثةً سَتُدْخِلُنا السّــــعيرا

 يُرَوَّجُ فــي المدارسِ كلّ يوْمٍ***لأنّهُ قدْ بدا عَـــملاً يَسيرا

 وينصح أن يحــــاط بكلّ سرّ***كانّ الغشّ قد ضمن المصـيرا

 وما المتعلّم المــــــــسكين إلاّ***صــــــغير قد أراد بأن يطيرا

 ونحن نعلم الأطفـــــــال جهلا***ليصبح جلّــــهم بشرا حميرا

////

 سقطنا في الفساد إلى الحضيض*فصار الحال كالرّجل المريض

 وهـــبّ المارقون من الزّوايا***فأضربت النّساء على المحيض

 وهاجرت الضمائر من بلادي**لتسلم في الوجود من النّقـيض

 كأنّ النّاس قد سئموا احتلالا***أتى منذ الخروج من المـبيض

 فكيف سنستعيد رضاء ربّي***ليمنحنا القليل من الوميـــض؟

////

 أروني أمّــة رقدت قرونا***وفضّـــــــــلت المفاسد والمجونا؟

 سماسرة المدارس في بلادي**أباحوا النّهب فاختـلسوا الزّبونا

 وليس كمهنة التّدريس شغل***لأنّ مجالها يحــيي الفــــــنونا

 تلقّن نشــــــــأنا أدبا وعلما***وتفتح بالمــــــــــطالعة العيــونا

 وبالتّعليـــم نصلح كلّ عيــب***فننـــقد أمّة رقــدت قرونا

////

 ألا يا أمّة الإسلام فيــــــقي***فإنّ الجــحش يعرف بالنّهـــيق

 أصابك بالتّخــلّف سوء حال***فأضحى النّاس أشـبه بالرّقيق

 وحرّف ساسة الأوطان دينا***أشاد به العـــدوّ مـــع الصّديق

 فيا ليت الشّعوب تفيق يوما***لتبدأ ســيرها عبـــــر الطّريق

 وإن نحن انهزمنا في التّصدّي**سنضرب بالرّصاص وبالحريق

////

 فقدنا الصّدق في التّدريس لمّا***تهاوى جدّنا كـــــــيفا وكمّا

 وشبّ الغشّ في التّحصيل حتّى***أتانا الجهل بالأهوال ظلما

 وأدبرت النّزاهة حين أمسى***رئيس حكومتي رجــــلا أصَـمّا

 ألم يدرك ذوو الألبـاب أنّا***عثرنا في النّهـــــى علما وفهــما

 ومازلنا نعاني من فـــــساد***ومن غشّ يكاد يكون جــــرما

بقلم :  محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق