الجمعة، 5 مايو 2023


***  أسأْنا للجُدودِ الأوّلينا. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أسأْنا للجُدودِ الأوّلينا. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

***  أسأْنا للجُدودِ الأوّلينا. ***

ألا فاكْتبْ أيا قلمي البيانا***فَحِبْـــــــــــرُكَ قَدْ تدفّقَ مـن رؤانا

ونونُكَ في السّطورِ أتى بوَحْيٍ***أنارَ الفِكْرَ واكْتـــــسَحَ المكانا

شقَقْتُ الصّخْر بالتّنقيرِ بحْثاً***وَجُبْتُ البحر مُكْتــــــشِفاً قِوانا

وربّي علّم الإنســـــانَ ما لمْ***يكنْ يعْلـــــــــــــمْ وعلّمَهُ البيانا

فأنتَ النّورُ ياقلمي وحرفي***ونظــــــــمُكَ قد أعادَ لنا الزّمانا

////

أتى العصرُ المحنّطُ بالوباءِ***كأنّهُ في الرّبيـــــــــعِ من الشّتاءِ

سيكتسحُ الشّوارعَ كلّ أهلي***لنصرةِ حقّــــــــهمْ عَقِبَ النّداءِ

أرادوا العيشَ في وطنٍ أمينٍ***يفكّرُ في الرّجالِ وفي النّــساءِ

ويحْمي الشّعبَ من مَضَضِ اللّيالي**بعدلٍ في الأنامِ بلا ازْدِراءِ

وأمّا الظّلــــــمُ في بلدي فعارٌ***لأنّهُ قد يجرُّ إلى البــــــــــلاءِ

////

بحرّيةِ العقولِ نرى النّهارا***فنُبــدِعُ في الحـــياةِ لنا ابــــتكارا

ألمْ ترَ أنّ غرْسَ العلمِ ينْمو***فنجْـــني من فواكـــــهِهِ الثّـــمارا

تُطوّعهُ الشّعوبُ متى أرادتْ***فتُنْـجِبُ في ثقافتنــا الكِــــبارا

وأمّا إنْ تخلّفَ رَكْبُ أهلي***سَنقْـــــطِــفُ حيـــــنــها ذُلاّ وعارا

إذا الشّعب الأبيّ أراد يوما***سعى بالجدّ فاخــترق الحـــصارا

////

أتى الإبداعُ في وجْهِ الصّباحِ***بنور في الوجـود من الفــــلاحِ

فغرّدتِ الطّيورُ بهِ ابتــهاجاً***وزغْرَدَتِ العــذارى في البـــطاحِ

وهبَّ الخلقُ فانتشروا جميعا***لجَني الرّزقِ من شَجَرِ النّـجاحِ

تجدّدَتِ الحـــياةِ بُعَيْدَ ليْلٍ***أراحَ الخلقَ منْ تعَــبِ الكفــــــاحِ

وجاءَ الفجرُ مُنشرحاً مُنيرا***فأحْيا الكـونَ منْ رَحِمِ الصّبـــاحِ

////

كلامُ النّاسِ أجْوَدُهُ الصّحيحُ***وقولُ القــــومِ أعْذَبهُ الفــصيحُ

تعلّمنا الفصاحة من لســــانٍ***بيانا في الحديثُ هو المـــــليحُ

وسحر القول في المبنى جميل***وسوء القول يمدحه القبـيحُ

وما الإفصاح في التّعبـــير إلاّ***لسان فـــــي قراءته مــــــريحُ

فعلّم ما استطــعت بلا حدود***لعلّك في التّقاعد تســــــتريحُ

////

أرى التّعلــيم في وطني ظلاما***وقد فقد التّوجّـه والنّـــظاما

يعلّم نســــلنا لغوا عقيما***ومن زرع القشور جنى اللّئــــــــاما

أليس اللّغو في التّدريس عيبا***وكيف سنهتدي هديا سلاما؟

لعبنا بالأمانة فانحـــططنا***ونام النّاس فانبطـــحوا تمـــــــاما

وحوّل لغونا الإفــصاح عارا***كأنّ اللّــغو قد أضحى كــــــلاما

////

أسأنا للجـــدود الأوّلينا***فصرنا من كبــــــار الجاهـــــــــــلينا

لعبنا باللّســان فصار لغوا***وهبّ الجــــــهل فانتزع المبـــــينا

ومن لغة الكتاب أضاع أهلي***بيانا من كنوز العــــــــارفيــــنا

سقطنا في الحضيض ولست أدري***متى الأيّام تلغي اللّغو فينا؟

فيا أهل الفصاحة في بلادي***أعدّوا النّسل واتّبعوا الأمــــــينا

////

سنعلم حين ينقشع الغبار***بأنّ اللّــــــغو أبدعه الحــــــــــمار

تقهقرت البلاغة في لساني***وفي التّدريس حلّ بنا البــــوار

رجعنا في الحياة إلى خمول***بفعل العجز فانهـــدم الجــدار

نخادع بعضنا في كلّ شيئ***ونزعــــــــم أنّنا نحـــن الكبــــار

وقد سقط القناع بكلّ قطر***وتحت المـــوج قد غرق الصّغار

////

بحبّك للمعارف تســتفيد***فتســـــعد حين يغــــمرك الجديد

وتشعر أنّ كسب العلم نور***وأنّ الجـــــــــــهل يركبه البــليد

تخلّفت العقول عن المعالي***وساء الحال فاختـــــنق الوريد

وأصبح كلّ حيّ في بلادي***يؤكّــــــــد أنّنا بشــــــــــر عبيد

فكيف الحال والأيّام تجري***وصــــبر النّاس أرهقه المـــزيد

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق