*** زَلَازِلُ الْأَرْض. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** زَلَازِلُ الْأَرْض. ***
بقلم الشاعر المتألق :د. عارف تكنة
*** زَلَازِلُ الْأَرْض. ***
أَمَاطَتِ اللُّثْمَ عَنْ مَا لَيْسَ فِي الْبَالِ
مِنْ عِنْدِ زَلْزَلَةٍ جَاءْتْ بِزِلْزَالِ
فَاْهْتَزَّتِ اْلأَرْضُ فِي صَقْعٍ مُجَلْجِلَةً
مِنْ رَجْفَةٍ قَدْ حَرَّكَتْ كُلاًّ بِجَلْجَالِ
فَأَخْرَجَتْ بَعْضَ ثِقْلٍ فِي تَزَلْزُلِهَا
تِلْكَ الْحُمُولَةُ قَدْ نَاءَتْ بِأَثْقَالِ
مَشِيْئَةُ اللهِ تَسْرِي لَا اعْتِرَاضَ لَهَا
فَلْنَسْأَلِ اللهَ لُطْفاً دُونَ إِبْطَالِ
فَحَوْقِلُوُا.. لَا حَوْلَ إِلَّا بالَّذِي فَطَرَ..
كُلَّ السَّمَاوَاَتِ وَالأَرْضَ بِآجَالِ
رُحْمَاكَ يَا رَبُّ فَارْحَمْ مَنْ قَضَى نَحْبَه
بِوَاسِعِ الْفَضْلِ مِنْ كُرْسيِّكَ الْعَالِي
فَصَاحِبُ الْهَدْمِ والغَرَقِ كَذَا الْحَرَقِ
كُلٌ شَهِيْدٌ مَضَى مِنْ بَعْدِ إِعْضَالِ
بِلُطْفِكَ اللَّهُمَّ فَالْأَقْدَارُ صَائِرَةٌ
فَمَا دَرَيْنَا بِمَسْطُورٍ لِأَجْيَالِ
تَلَحَّفَ النَّاسُ فِي هَوْجَاءَ مِنْ هُوْجٍ..
عِنْدَ الْفَنَاءِ فَضَاءً دُونَ إِقْفَالِ
تَوَسَّدَ الْبَعْضُ فِي حَصْباءَ مِنْ حَصَبٍ..
عِنْدَ الرُّكَامِ رُكَاماً دُونَ إِمْهَالِ
تَدَثَّرَ القَوْمُ في ضَرْمَاءَ مِنْ ضَرَمٍ..
عِنْدَ الحُطَامِ حُطَاماً بَعْدَ إِحْلَالِ
تَيَتَّمَ الْبَعْضُ يُتْمَاً فِي مَرَاقِدِهِمْ
فَأَوْجَسُوا خِيفَةً مِنْ قَطْعِ أَوْصَالِ
وَأَرَمَلَ المَكْلُومُ مِنْ فَوْتٍ لِبَعْلَتِهِ
وَأَرْمَلَتْ أُخْرَى مِنْ بَعْدِ إِرْمَالِ
وَأَثْكَلَ المَأْزُومُ مِنْ فَقْدٍ لِفِلْذَتِهِ
وَأَثْكَلَتْ أٌخْرَى مِنْ بَعْدِ إِثْكَالِ
نَاحَتْ وَنَوَّحَتِ الثَّكْلَى عَلى مِحَنٍ
أَصَابَتِ الجَمْعَ مِنْ فَوْجٍ وَأَرْتَالِ
وَوَلْوْتْ كُبْرَى مِنْ بَعْدِ وَلْوَلَةٍ
فَأَسْمَعَتْ صُغْرَىَ مِنْ عِنْدِ وَلْوَالِ
تَبَلْبَلَتْ بَعْضُ أَفْكَارٍ بِبَلْبَلَةٍ
عِنْدَ ابْتِلَاءٍ عَلَا كُلَّاً بِبَلْبَالِ
نِيَاطُ قَلْبٍ فقَدْ أَدْمَى بِلَا إِحَنٍ
عِنْدَ الْبَلَاءِ عَلى جَهْدٍ لِذِي مَالِ
دُمُوعُ عَيْنٍ فَقَدْ سَالَتْ عَلَى حُزْنٍ
عِنْدَ الشَّقَاءِ عَلَى دَرْكٍ لِذِي عِيَالِ
نَعُوذُ بِالْوَاحِدِ القَهَّارِ بِالبَارِي
نَبُوءُ لِلْمُنْعِمِ الْوَهَّابِ لِلْوَالِي
ليُنْعِمَ اللهُ إِنْعَاماً بِلَا عَدَدٍ
هُوَ الرَّؤُوفُ هُوَ الْجَبَّارُ.. مُتَعَالِ
فَذَا عَزَاءٌ لِمَنْ قَدْ بَاتَ فِي كَرْبٍ
وَذَا دُعَاءٌ لِمَصْفُودٍ بِأَغْلَالِ
وَمَنْ تَصَبَّرَ فِي الضَرَّاءِ مُحْتَسِباً
جَزَاه رَبِّي إِحْسَاناً بأَفْضَالِ
بَعْضُ الدَّلائِلِ إِذْ دَالَتْ دَلَائِلُها
كَلَحْظَةِ الْمِيْلَادِ فِي أَنْقَاضِ صَلْصَالِ
فَصَلْصَلَ المَسْكَنُ المَهْدُومُ مُرْتَعِداً
وَأَرْعَدَ المَقْطَنُ مِنْ بَعْدِ إِكْمَالِ
تَخَلْخَلَ الأٌسُّ وَالتَّأْسِيْسُ فِي زَمَنٍ
كَلَمْحَةِ الْبَرْقِ فِي عَجَلٍ وَإِعْجَالِ
وَغَضَّةٌ تَحْتَ صَخْرِ الْبَيْتِ فِي جَلَدٍ
تَذُودُ عَنْ أَصْغَرٍ مِنْهَا بِإِذْهَالِ
تَصُدُّ عَنْهُ وَمِنْهُ مَا غَدَا حِمَماً
بِكُلِّ عَزْمٍ بِلَا غَفْلٍ وَإِغْفَالِ
تَجَلَّدَتْ - حِيْنَ بَاتَ السَّقْفُ مُنْحَطِماً -
تَحْتَ الْحُطَامِ بِلَا طَيْشٍ وَإِهْمَالِ
تَصَبَّرتْ - حيث صَارَ الصَّبْرُ مُنْدَهِشاً -
فَلَا صِيَاحَ وَتَعْوِيْلاً بِإِعْوَالِ
وَصَخْرَةٌ قَدْ هَوَتْ مِنْ فَوْقِ مَنْزِلِهَا
فَالطَّوْدُ يَقْذِف مَقْذُوُفاً بِإِنْزَالِ..
عَلىَ رُؤُوسٍ تَجَلَّتْ فِي بَرَاءَتِهَا
نَالَتْ بَرَاءَتَهَا مِنْ صَحْبِ مِنْ آلِ
بِرَغْمِ هَوْلٍ تَنَاسَتْ كُلَّ مِحْنَتِهَا
وَهْيَ الرَّهِيْنَةُ فِي حَبْسٍ بِأَنْكَالِ
فَعْنْ يَمِيْنٍ تُدَارِي عَنْ أَخٍ كَلِمٍ
كَمَنْ تَجُودُ لَهُ مِنْ مَاءِ سَلْسَالِ
وَعَنْ شِمَالٍ دَنَا مَا قَضَّ مَضْجَعَهَا
أَغَاصَ مِرْفَقَهَا فِي المِرْفَقِ البَالِي
مِنْ فَوْقِهَا سَطْحُ بَيْتٍ رَضَّ سَاعِدَهَا
فَالسَّاعِدُ الْأَيَمَنُ قَدْ أَسْدَى بِآمَالِ
مِنْ تَحْتِهَا.. عِنْدَ فَرْشٍ هَاِلكٍ خَرِبٍ
تّزَمَّلْتَ صَلْداً مِنْ زِمْلِ أَزْمَالِ
مَخْنُوقَةٌ عِنْدَ أَسْرٍ.. لَا حَرَاكَ لَهَا
لَكَأَنَّهَا مَنْحُوتَهٌ فِي شَكْلِ تِمْثَالِ
كَالْمُؤْثِرَاتِ عَلَى نَفْسٍ بِلَا مَنٍّ
رَغْمَ الخَصَاصَةِ خَصَّتْه بِإِيْهَالِ
(فَفَاقِدُ الشَّيْءِ لَا يُعْطِيْهِ).. نَعْلُمُهُ...
إِلَّا لَدَيْهَا.. فَقَدْ هَلَّتْ بِإِهْلَالِ
ذَاكَ الَّذِي فَزِعَ، تَلْقَاهُ مُضْطَّرِباً
فِي لَحْظَةِ الطَّمْرِ فِي غَمْرٍ وَأَهْوَالِ
وَكَذَا الَّذِي جَزِعَ، تَلْقَاهُ مُنْتَحِباً -
فِي لَحْظَةِ الطَمِّ - فِي غَمٍّ وإذْبَالِ
فَمَادَتِ الأَرْضُ إِذْ غَاضَتْ بِبُقْعَتِهَا
أَعَادَتِ الكَرَّةَ الْأُخْرَىَ لِإِكْمَالِ
لِتُكْمِلَ الدَكَّ بَعْدَ الدَّكَةِ الْأُولَى
فَأَحْبَكَتْ أَمْرَهَا حَبْكاً عَلَى التَّالِي
سَوَّتْ صُرُوحَاً عَلَى الْأَنْحَاءِ تَسْوِيَةً
فَهْلْ تَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ بِمِنْوَالِ؟!
فَأَشْعَلَتْ نِيْرَاَنَهَا مِنْ عِنْدِ مِشْعَلِهَا
وَأَوْقَدَتْ إِيْقَادَهَا مِنْ بَعْدِ إِشْعَالِ
وَكَشَّرَتْ أَنْيَابَهَا مِنْ عِنْدِ مَوْقِدِهَا
وَأَجْهَزَتْ إِجْهَازَهَا مِنْ دُونِ إِيْكَالِ
فَأَفْرَغَتْ إِفْرَاغَهَا مِنْ عِنْدِ قُمْقُمِهَا
كَمَنْ تَفَشَّىَ بِغُبْنٍ بَعْدَ إِيْغَالِ
هَدَّتْ صُرُوحاً هُنَا كَانَتْ مُشَيَّدَةً
حَتَّى غَدَتْ أَثَراً يُحْكَى بِأَقْوَالِ
مِنْ بَعْدِ عَيْنٍ تَرَاءَى إِذْ غَدَا طَلَلاً عِنْدَ الطُّلُولِ هُنَا مِنْ بَيْنِ أَطْلَالِ
أَضْحَى فَرِيْقٌ مِنَ الْإِطْفَاءِ مُنْهَمِكاً وَذَاكَ آخَرُ فِي جَوْلٍ وَتَجْوَالِ
وَذَاكَ يُمْسِي عَلَى الْأَنْقَاضِ مُنْقَبِضاً وَذَاكَ يَدْحُو بِلَا قُلُلٍ وَإِقْلَالِ
وَذَاكَ يَجْرُفُ مَا قَدْ صَارَ مُحْتَبَساً بَيْنَ الْجُرُوفِ.. كَذَا مِنْ بَعْدِ إِسْدَالِ
وَبَارَكَ اللهُ فِي مَنْ جَادَ مِنْ فَضْلٍ
فَأَرْسَلَ الغَوْثَ أَسْرَاباً بِإِرْسَالِ
جَزَاهُمُ اللهُ خَيْراً.. فِي إِغاَثَتِهِمْ
دُونَ المُقَابِلِ بَلْ كُلٌ بِإِقْبَالِ
يُعْطْي الْعَطَاءَ كَمَنْ لَا يَخْشَى مِنْ فَقْرٍ
لِيُوصِلَ الوَصْلَ إِيْصَالَاً بِإِيْصَالِ
يُهَيِّئُ الْقُوتَ وَالْمَأْوَى بِلَا رَهَقٍ لِيَرْسُمَ الْبَسْمَةَ الْكُبْرَى لِأَطْفَالِ
يُوَزِّعُ الزَّادَ وَالسُّقْيَا بِلَا وَهْنٍ لِيَمْسَحَ الأَعْيُنَ الدَّمْعَى لِأَنْجَالِ
يُضَمِّدُ الْجُرْجَ (لَا يَلْوِي عَلَى أَحَدٍ) لِيُبْرِئَ القَرْحَ فِي رَحِمٍ وَأَعْدَالِ
يُظَلِّلُ الْجَمْعَ مَا أَبْهَاهَا مِنْ ظٌلَلٍ
لِيشْمُلَ الشَّمْلَ إِشْمَالَاً بِإِشْمَالِ
فَكَفْكَفَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ يُؤَرِّقُهَا عَوَزٌ يُعَوِّزُهُمْ.. فَانْعَمْ بِأَعْمَالِ
لِيُومَضَ (البَارِقٌ الأَسْنَى) بِومْضَتِه عَلَى الصَّبَايَا عَلَى أُمٍّ عَلَى خَالِ
مِنْ بَعْدِ قَيْظٍ سَرَى فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ
مِنْ بَعْدِ قُرٍّ هَوىَ مِنْ عِنْدِ أَدْغَالِ
لَذْعٌ وَلَسْعٌ وَأَجْسَامٌ مُضَرَّجَةٌ
صَارَتْ مَشَاهِدُهَا ضَرْباً لِأَمْثَالِ
تِلْكَ الدَقَائِقُ مَعْدُودَاتُ فِي بِضْع مِمَّا نَعُدُّ زَمَاناً دُونَ إِخْلَالِ
حَجْمُ اهْتِزَازَاتٍ فَقَدْ قِيْسَتْ بِشِدَّتِهَا
مِقْيَاسُ (رِيخْتَرَ) قَدْ أَدْنَى بِمَوَّالِ
مَصَائِبُ الْأَرْضِ لِلْمِسْبَارِ فَائِدَةٌ
إِذْ بَاتَ يُومِئُ إيْمَاءً بِإِطْلاَلِ
لَوْ لَمْ تكُنْ رَجْفَةً أَبْدَتْ عَظَائِمَهَا، لَصَارَ مِقْيَاسُه يُسْلى مِنَ السَّالي
أَوْ كَانَ مِعْيَارُه فِي الصَّمْتِ مُنْغَلِقَا
عَلَى سُبَاتٍ بِلَا شُغْلٍ وَأَشْغَالِ
بَرَزَ التَّسَاؤُلُ عَنْ أَسْبَابِ رَعْشْتِها
فَأَشْكَلَ الْأَمْرُ إِشْكَالَاً بِأَشْكَالِ
تَعَدَّدَتْ أَسْبَابُهَا وَالْعُقْبَى وَاحِدَةٌ
فَلا دَلِيلَ يَدِلُّ دُونِ إِدْلَالِ؟!
إِنْ كَانَ ذَلِكَ فَصْلاً عِنْدَ مَسْرَحِهَا فَمَا يَكُونُ بِيَوْمِ الْحَشْرِ مِنْ حَالِ؟!
أُسَائِلُ النَّفْسَ.. نَفْسِي عِنْدَ خَلْوَتِهَا لِتُوْقِظَ الْحِسَّ مِنْ سُؤْلِي وَتَسْآلِي
نَعُدُّ أَيَّامَنَا ونُعِدُّ عُدَّتَنَا لِكَي يَطِيْبَ مقامٌ بَعْدَ تِرْحَالِ
فَدَارَ خُلْدٍ هِي الْمَرْمَى وَمَقْصِدُنَا عَلَى الدَّوَامِ بِلَا بَدَلٍ وَإِبْدَالِ
لَا تَجْزَعِي أَبَدَاً مِمَّا بُلِيْتِ بِه
فَكُلُّ أَمْرٍ يُصِيْبُ الْمَرْءَ فِي الْحَالِ، إِنْ كَانَ يُؤْمِنُ، فَالْإِيْمَانُ يُسْعِدُه فَهْوَ المُجِلُّ إِلَى رَبٍ بِإِجْلَالِ
فَالْأَمْرُ خيرٌ وَكُلُّ الخِيْرِ يَقْصِدُهُ ذَاكَ الْمَآلٌ بِلَا عَلٍّ وإِعْلَالِ
فَإِنْ أَجَابَ بِشُكْرٍ فِي مَسَرَّتِه، فَالْرِّبْحُ يرْبَحُه رِبْحاً بإِجْمَالِ
وَإِنْ أَصَابَ بِصَبْرٍ فِي مَضَرَّتِه،
فَالغُنْمُ يَغْنَمُه غُنْماً بِإِجْزَالِ
بقلم ✍️🏻 الشاعر د.عارف تَكَنَة
(من السودان)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق