الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022


*** مأتم وخيمة عزاء ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** مأتم وخيمة عزاء ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد المجيد الجاسم 

*** مأتم وخيمة عزاء ***

صرخات ليل يمزقها العويل ..., وليل شتوي طويل..., ونياح أطفال ونساء تشق عباب الأثير...,مقرونة بهواء ورياح لها صفير ...؟ وغيوم وبرق ورعد له هدير ....؟ وكل خرابيش الفقراء يسكنها الصراخ ......ريح صرصرا تعبث بالحصى والرمال ...؟ والنساء ترتدي ثوب الأحزان .... ومع شروق الشمس بدأت الغيوم بالزوال ....؟ وحمل النعش على الأكتاف لقد نقل المرحوم إلى التلال ..؟ مشيعون خدودهم ثقلى بالأحزان ...؟ ومشيعون ضحكاتهم تملئ الوديان .... ؟ وقطعان أغنام تجوب الروابي والسهول وبالقرب من  الغدران ...؟ ومزمار راع يبعث بالأشجان ....؟ ووري المرحوم بالأتربة والحجارة والرمال ....؟ وانحدر المشيعون للخيمة يتهامسون وينتظرون الأكل من أحد الجيران ....؟ بين ضحكة هنا وصمت هناك ..؟ ودردشة جانبية ...؟ وتعليق أو نكتة يقطعها فاتحة عن روح المرحوم فلان ....؟! وكأس قهوة مرة يسبقها كأس ماء من أحد المتبرعين بالمجان ....؟ وشخص يتصدر المجلس متبجحا قد يكون الشيخ فلان ....؟ أو شيخ تقليد تعبان ...؟ وآخر يرحب بقادم قد يكون مسؤول أو له وزن وشان ....؟ وثان ينزل من سيارة فخمة فتهب الرجال بالوقوف لفلان ....؟ وآخر يأتي راجلا فلا له وزن أو قرش رنان ....؟ وآخر يرحب به كل الحضور باهتمام واضح للعيان....؟ ومجالس العزاء لا عزاء بها ...؟ تقرا الفاتحة من واحد أو اثنان والباقي تقليد برفع الأيدي إلى الخدود يا اخوان ...؟ والعبارة أنا أتيت اعزي يا فلان ......؟ والفقير ليس له فاتحة ولا عزاء مبان..؟ فالخيمة لا يوجد بها سوى واحد أو اثنان ...؟ والغني وصاحب الشأن الخيمة والخيمات تعج بالرجال والغلمان ...؟ والسيارات في الساحة ليس لها مكان ...؟ وكلب راع يتجول بين القبور بإتقان يختار قبر رافعا رجله ليبول فوق هذا القبر أو ذاك دون تمييز وعنوان ....؟ فتأمل يا رعاك الله على هذا الزمان ....؟

انتهت بقلم : // عبد المجيد الجاسم //

 ابو حيدر//

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق