الاثنين، 23 مايو 2022


***   البيت المهجور. ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   البيت العربي ***

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة البلطجي 

***   البيت المهجور. ***

تلحّفت عباءتي السوداء، وصعدت قمة الجبل .

حيث يسكن هناك كما يقولون  شاب جميل، 

جذاب، لكنه مأسور. 

أسرته جنّية تسكن تحت سبع بحور. 


الى ذاك  البيت  جرّني الفضول،  وما أن وصلت حتى تسمّرت مكاني، لا أجيد الوصف ولا أعرف ماذا أقول. 


طيور ليست بالصقور ولا النسور. 

غريبة الاشكال، بمخالب حادة تكاد تثور. 


ومن تحتهم شجرة يابسة الأوراق ، 

معظمها منثور،


تتدلّى منها بقايا جثث عفنة نحتت على باب البيت المهجور. 


لم أنجح في فكّ طلاسمها،

ولا ترجمة ما كُتب من سطور. 


كاد قلبي يتوقف من شدة الفتور، 

ومن هول ما رأيت من أمور. 


لكنّ فضولي لم يتوقف عند هذا الحد 

بل تعداه خيالي الى داخل السور. 


وراء الباب، حيث الصمت الرهيب 

حيث تفوح العطور. 


هناك بقايا خيوط العنكبوت 

وخفافيش وهياكل من قبور. 


تقترب مني ،

فأهرب من زاوية الى زاوية، 

كعصف مأكول. 

أي تجربة هذي التي أخوض؟


كانوا يصفون جمال الشاب

الساكن هنا  منذ عقود، 


وكأنه آية ما خلق الله مثله في الوجود،

الّا أنه أحبّ فتاة وبادلته الشعور 

حتى ماتت أو تموت. 

وكان حبّا عذرياً روحياً كبريق الياقوت. 


لكنه  لم يبصر النور، 

وذلك لأن لكل منّا 

قرين في داخلنا موجود.


يغار ان يكون له حبيباً اليه مسنود. 


فأبعده عنها بسجنه هنا 

وتركه بلا ونيس ولا قُوت. 


ولا ينفك عنه السحر ويتحرر

الا بمعجزة تحيا فيها حبيبته أو يلحق بها ويموت. 


صوت ضعيف

يتضرّع الى الله المعبود. 


في إحدى الزوايا المظلمة 

وكأنها مراسم صلاة في سكوت. 


أيكون نبيّاً او قدّيساً 

او شيخاً اطال  السجود؟ 


وبدأت الانوار تظهر للوجود،

وشموع في كل مكان 

تتوقد كنار ونور على العامود. 


وبدأ يفوح من المكان 

رائحة بخور وعود. 


تجلّت لي إشارات الأمان

ونفحات وردود. 


وظهرت بثوبها الأبيض فاقته 

جمالاً  ونور. 


قالت كلاماً موزوناً 

يشبه أنشودة فيها أحاسيس وشعور . 


وعرفت أنّها هي حبيبته 

وتجلّت كل الأمور. 


تهبط إليه من السماء 

والناس نيام أو في سحور. 


لتفرد جناحيها وتنثر على الناس 

للمحبة بذور. 


وقالت له كلاماً لم اسمع عنه في

كل العصور.


وفجأة سكت كل شيء وإنطفأ النور. 


عدت أدراجي لأنني لم أدخل البيت  فالباب كان مقفول. 


ودخلت بدلاً منه 

عالم خيالي مسحور. 


وفي الصباح وقفت على

شرفتي

أمعن النظر في ذلك البيت المهجور

وفي نفسي بقايا سرور ونشوة الرحيق المنثور. 

بقلم : فاطمة البلطجي

لبنان /صيدا

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق