الثلاثاء، 3 مايو 2022


***   آيات ولاء الربيع   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***    آيات ولاء الربيع   ***

بقلم الشاعر المتألق: عمر بلقاضي 

***   آيات وآلاء الرّبيع      ***

 الشاعر : عمر بلقاضي / الجزائر

***

 عندما يكون الإنسان حيَّ الشُّعور متيقِّظ العقل فانّ كلّ شيء في الوجود يدلّه على وجود الله عز

 وجل وعظمته ووحدانيته ، أما من تبلَّد إحساسه وجمد عقله فانه كأنّه لا يرى

 ولا يسمع ولا يعي ولا يحس أمام الآيات الباهرات التي يزخر بها الوجود من

 حوله

 قال تعالى :" وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلمُوقِنينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أفَلا َتُبصِرُون َ" الذاريات 20

 وقال

 سبحانه :" قُلِ انظُرُوا مَاذاَ فِي السَّمَاوَاتِ والأرْضِ وَمَا تُغنِي

 الآيَاتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْم ٍلاَ يُؤْمِنُونَ "101يونس

 فالكفر في

 الحقيقة مرض في الذّوق، وتبلّد في الإحساس، وجمود في العقل، واهله كالبهائم

 لا تحرّكهم الا الغرائز والنّزوات ، لذلك لا تدلّهم آيات الكون على شيء

 قال

 تعالى :" وَلَقَدْ ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ والإنْسِ

 لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهاَ وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبصِرُونَ

 بِهاَ وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهاَ أُوْلَئِكَ كَالأنعَامِ بَلْ

 هُمْ أَضَلُّ أُوْلئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ " 179 الاعراف

 وقال سبحانه:"

 أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ

 بِهاَ أَو آذانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فإنَّها لاَ تَعْمَى الأبْصَارُ

 وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ "46 الحج

 وهذه القصيدة نظرة عابرة مفعمة بالأحاسيس إلى ما أودع الله عز وجل في فصل الربيع من آيات وآلاء

 

 الجوُّ طلْق والنسيمُ عليلُ ... والزَّهرُ زاهٍ والغصونُ تميلُ

 والشمسُ تحنو بالشعاع صباحاً ... فالسَّقفُ أحمرُ كالخدود أسيلُ

 والطير غنَّى أعذب الأناشيد ... وراح يلهو في الرُّبوع يجولُ

 والماء يجري في هدوءٍ ونُبلٍ ... تلقاه عفوا كاللُّجين يسيلُ

 وَارُبَّ صوت أرسلته المياه ... وا رُبَّ لحن أنشدته السُّيولُ

 والرَّغْوُ يعلو صهوةً من عُبابٍ ... يُغري المشاهدَ راقصا ويزولُ

 والحقلُ أضحى بالفراش كعرسٍ ... الورد عِرسٌ والعروس خجولُ

 والنَّحل ولَّى شطر كلِّ رحيقٍ ... وابن العناكب في الجوار يصولُ

 فالسَّهلُ روضٌ زاخرٌ بالبرايا ... والغاب يزهو بالخميل ظليلُ

 حلَّ الربيع بعد طول غيابٍ ... والحسنُ فيه ذائع وأصيل

 خرجت أبغي للجمال وِصالاً ... أهوي إليه راغبا وإميلُ

 فقد دعاني واحتفى بميولي ... وقد هدى لما تحبُّ العقولُ

 سبحان ربِّي ، كم حوى من جمالٍ ... كلُّ المُشاهَد رائعٌ وجميلُ

 سبحان ربِّي مبدعٌ لبديعٍ ... إذا وصفنا فالكلام يطولُ

 الكون لبَّى فالجبال تصلِّي ... والدَّوحُ يدعو فالجلال ثقيلُ

 بعد الدَّلائل لا يقيم فؤادٌ... على العمى إلا بليدٌ عليلُ

 الرَّبيع فصلٌ طاردٌ لاكتئابي ... ففيه يحلو للهموم الرَّحيلُ

 شدَّ الجوى إلى الرَّبيع حنينٌ ... ليت الرَّبيع للمكوث يُطيلُ

بقلم : عمر بلقاضي 

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق