*** يخطب ودها ***
رابطة حلم القلم العربي
*** يخطب ودها ***
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
*** ( يَخطبُ وِدٌَها ) ***
إقتَنى سَيَّارَةً فَخمَةً ... لِغَيرِهِ يُنافِسُ
سَرَقَ … زَوَّرَ … يا لَهُ من ثَعلَبٍ ... كَيفَ يَختَلِسُ ؟
وصارَ في أفخَمِ الأماكِنِ يَجلِسُ
مَن مِثلَهُ ... مِنَ الحَريرِ يَلبسُ ؟
فأصبَحَ في الشُهرَةِ عَلَماً ... في قَولِهِ كَيٌِسُ
إن حَدٌَثَ لا يَسكُتُ ... إلٌَا إذا تَقَطٌَعَ النَفَس
وكُلُّ مَن حوله خَدَمُُ ... مثل الكِلابِ حينَما تَلهَثُ
يُريدُ أن يَبتَدِع أصلاً لَهُ ... إلَيهِ يَنتَسِبُ
فأصلُهُ هابِطُُ … وجُذرُهُ خَرِبُ
لِيَغسِلَ ماضٍ لَهُ… ويَطمِسَ سيرَةَ أجدادِهِ النُجُبُ
فأحاطَ نَفسَهُ بالفاسِدين … سُلوكُهُم كُلٌُهُ رِيَبُ
يَدعونَ بالخَيرِ العَميمِ لَهَ …
فَيَنفُشُ ريشَهُ ... وَيَرعَشُ في وَجهِهِ الشارِبُ
فَيُجزِلُ بِالعَطاءِ لَهُم ... وعلى أكتافِهِم يَركَبُ
زاعَت لَهُ شُهرَةُُ في الدِيار ... طَمَسَ أصلَهُ الأجرَبُ
يَطوفُ في سَيٌَارَةٍ أقفالَها ذَهَبُ
تُحيطُهُ كِلابُهُ ... يا لَها في غَدرِها المَخالِبُ
فَشاهَدَ غادَةً ... في حسنِها كَأنٌَها الكَواكِبُ
قالَ في نَفسِهِ ... في الحارَةِ الحَقيرَةِ ... غَزالَةُُ بِقَلبِيَ تَلعَبُ
يا لَلجَمال ... في قَدٌِها حينَ تَقتَرِبُ
تَرَجَّل واقِفاً … يُعارِضُ سَيرَها لِلشِراكِ يَنصُبُ
تَبَسِّمَ في وَجهِها قائِلاً ... يا مَساءَ الوُرود ... لِوَجهِكِ تُخَضٌِبُ
قَد جِئتُكِ أرغَبُ ... لِوِدٌِكِ أخطُبُ
نَظَرَت نَحوَهُ نَظرَةً مِلؤها التَعَجٌُبُ
هَزَّتهُ مِن أعماقِهِ… يا لَهُ في ذِلٌِهِ كَأنٌَهُ الأرنَبُ
غِناهُ لَم يُجدِهِ … مَظاهِرُُ في غَدٍ تُجدِبُ
فَقالََ يا حُلوَتي ... قَصدي شَريف ... وَطَرحِيَ مُهَذٌَبُ
رَدٌَت عَلَيه ... : كَأنَّها عَرِفَت أصلَهُ … من لَكنَةٍ لا تَحجِبُ
إبتَعِد مِنَ الطَريق ... يا أيُّها الثَعلَبُ
لَن يَغسِلَ المالُ الوَفير ... ماضِياً أسوَداً حينَما يُكتَبُ
يا سارِقاً لِلحُقوق ... وظالِماً ... من فِعلِهِ لا يَرهَبُ
لَن يَجعَلَ المالُ الوَفير ... أمثالَكَ أكابِراً في قَومِهِم
يا وَيحَهُ التَزويرُ ... والكَذِبُ
أو ناسِكاً ... أو عالِماً لِعِلمِهِ يُنسَبُ
فالخَيرُ والرَحمَةُ من روحِكَ ... في كُلٌِ يَومٍ تُجدِبُ
فَنَكٌَسَ ذاكَ السَخيفُ رَأسَهُ ... في شَعرِهِ يَلعَبُ
عِندَها رَفَعَتِ الحُرٌَةُ في وَجهِهِ السَبٌَابَةَ ... فالأصلُ لا يُشتَرى حينَما تَرغَبُ
بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق