***   ويدور في رأسي   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   ويدور في رأسي   ***

بقلم الشاعر المتألق: فؤاد حلبي 

***  ويـَدورُ فـي رأسـي  ***

ألـْفُ سـؤالٍ وَسـؤالْ

وَلا أجـِدُ لأي مـِنـْهـمْ جـَوابْ

جـِئـْتُ مـِنْ ظـَلامِ الـْمـَجـْهولِ

مـُرَْغـَمـاً وَلا إرادَةَ لـي

وَوَعـَيـْتُ عـَلـى الـنـّورِ

فـَصـَرَخـْتُ دونَ أنْ أدري

وَتـَرَعـْرَعـتُ فـي الـْحـَيـاةِ

وَفـي الإدراكِ

رُغـْمـاً عـَنـّي

كـَيـْفَ أحـْبـَبـْتُ

لـَسـْتُ أدري

لـِمـاذا كـَرِهـْتُ

لـَسـْتُ أعـْلـَمْ

فـَرِحـْتُ ثـُمَّ بـَكـَيـْت

ُدونَ عـِلـْمـي

آمـَنـْتُ وَكـَفـَرْتُ

تـَيـَقـَّنـْتُ وَشـَكـَكـْتُ

هـَلْ خـُشـوعـاً كـانَ ذَلـِكَ

أمْ يـا تـُرى خـَوْفـاً كـانَ مـِنـّي

غـَضـِبـْتُ ثـًمَّ رَضـيـتُ

بـِلا شـُعـورٍ أوْ سـَبـَبْ

قـاتـَلـْتُ عـَدُوي

وَعـانـَقـْتُ صـَديـقـي

فـلا خـَسـِرْتُ هـَذا

ولا رَبـِحـتُ ذاكَ

والـْحـيـرَةُ تـُعـَذّبـُنـي

وَلـَسـْتُ أدري لـِمـاذا

لـِمـاذا يـَجـْذِبـُنـي شـْيٌْ

وِلـِمـَاذا أنـْفـُرُ مـِنْ أشـْيـاءٍ

لـَسْـتُ أدْرِكْ

هـَلْ أنـا مـُسـَيـَّرٌ

يـا تـُرى

أمْ أنـا فـي الـْحـقـيـقَةِ

مـُخـَيـَّرُ

لـُغـْزٌ قـَدِ اسـْتـَعـْصـى

عـَلى الـْعـَقـْلِ

أنـامُ

فـَأعـودُ إلـى ظـَلامٍ الـْمـَجـْهـولِ

وَأصـْحـو مـِنَ الـْنـَّومِ

دونَ إرادَتـي

أسـيـرُ فـي دَرْبـي

لا أشـْعـُرُ بـِمـَنْ يَـدْفـَعـُنـي

هـَلْ يـا تـُرى

أنـا حـُلـْمٍ فـي الـْكـَوْنِ ضـائـِعٌ

أمْ أنـا فـِكـْرُ

فـي فـَضـاءِ الـْكـَوْنِ نـاشـِزْ

لـِمـاذا جـِئـْتُ لـِلـْدنـْيـا

وَلـِمـاذا سـَأٌغـادِرُهـا

وَأنـا لا أعـْلـَمُ الـْمـَصـيـرْ

لـِمـاذا أفـَكـِّرُ بـألـْخـُلـودِ

وَأخـافُ مـِنَ الـْفـَنـاءْ

لـِمـاذا يـَتـَمـَلـَّكـُنـي

هـَذا الـْشـّعـورْ

لـسـْتُ أدْرِكْ

هـَلْ مـِنْ ظـَلامِ الـْمـَجـْهـولِ

أتـَيـْتُ

وَإلـى ظـَلامِ الـْمـَجـْهـولِ

أعـودْ

يـَقـولُ الـْديـنُ شـَيـئـاً

وَيـَقـولُ الـْعـِلـْمُ شـَيئـا

والـْدّيـنُ والـْعـِلـْمُ مـُتـَنـاقـِضـانِ

فـالـْديـنُ تـَزَمـُتٌ مـُتـَسـَلـِّطٌ

يـأخـُذ مـِمـَنْ قـَبـْلـَهُ وَيـَهـيـمُ

فـي الـْمـَجـْهولِ

والـْعـِلـْمُ فـِكـْرٌ وانـْظـِلاقٌ

فـي كـُلِّ يـَومٍ  كـَشـْفٌ جـَديـدُ

وَأنـا بـَيـْنـَهـُمـا

ضـَحـِيـَةُ وَهـْمٍ كـَبـيـرْ

وُلـِدتُ وَتـَرَعـْرَعـتُ

فـي أرْضِ الـْتـَّزَمـُّتِ والـْتـَّسـَلـُطِ

وَأحـْيـا فـي بـِلادِ الـْفـِكـْرِ والـْتـّـحـَرُّرِ

وَانـا كـَبـَنـْدولِ الـْسـّاعـَةِ

يـَتـأرْجـَح بَـيْـنَ الـْيـَسـارِ

والـْيـَمـيـنِ

لا أعـْلـَمُ مـا هـُوَ حـَرامٌ

وَمـا هـُوَ الـْحـَلال

فـالـْزَّواجُ فـي عـُرفِ الـْواحـِدِ حـَلالٌ

والـْمـُسـاكـَنـَةُ فـي عـُرْفِ آخـَرٍ حـَرامُ

ولا فـَرْقَ بَـيْـنَ هـَذا وَذاكَ

سـِوى مـا تـَعـارَف الـْقـَوْمُ عـَلـَيـْهِ

فـي بـِلادِ

يـَدْفـَعُ مـَهـرَ الـْزَّواجِ ذَكـَرٌ

وَفـي أخـْرى

تـَدفـَعُ الـْمـَهـْرَ أنـْثـى

كـُلُّ مـا فـي الأرْضِ سـَواءٌ وَلـَكـِنْ

كـُلٌّ يـَرى الأشـْيـاءَ مـِنْ زاوِيـَةٍ

وَالـْنـّاسُ طـُبـِعـوا عـَلـى الـْعـاداتِ

وِصـاروا لـِلـْتـَّقـألـيـدِ عـَبـيـدْ

أرى الـْبـَعـْض يـُريـدَ ذُرِّيـَةً تـُخـَلـِّدُهُ

وَمـالاً لا تـأكـُلـُهُ نـيـرانٌ

وَغـابَ عـَنـْهُ طـَيـْفُ الـْفـَنـاءْ

والـْبـَعـْضُ يـَقـْضـيـهـا لـَهـْواً

دونَ عـَنـاء

جـِئـْتُ إلـى الـْدُّنـيـا مـُرْغـَمـا بـِصـَرْخـَةٍ

وَأغـادِرُهـا مـُرْغـَمـاً فـي حـَسـْرَةٍ

وَعـِنـْدَمـا أتـَحـَلـَّلُ مـِمـا أنـا فـيـهِ

سأَعـْلـَمُ الـْحـَقـيـقـَةَ

إنْ كـانَ هـُنـاكَ خـُلـودٌ أمْ فـَنـاءُ

وَسأدرِكُ كـُلَّ الـْخـَفـايأ

وأعـْلـَمُ كـُلَّ الأمورِ

أوْ أضـْمـَحـِلَّ فـي الـْفـَنـاءِ

وِالـْمـَجـْهـولِ

بقلم   فؤاد حلبي

توثيق : وفاء بدارنة