الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020




*** في الجنان تشرد ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  في الجنان تشرد  ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 



***  (  في الجِنانِ  تَشرُدُ  ) ***

شاهَدتها عَبرَ الجِنان تَخطُرُ

تُسرِعُ في سَيرِها  ...  تَوَجٌَسَت  خيفَةً  تَنظُرُ

نادَيتها  من خَلفِها  عِندَما  جاوَزَت  مَطرَحي

لا تَجزَعي  ياغادَةً   ...  فَأنا فارِسُُ لا يَغدُرُ

تَلَفٌَتَت مَذعورَةُ  قَد مَسٌَها  من فَورِها الحَذَرُ

جَفٌَت لَها  الشَفَتان  ...  تَلَعثَمَت  ... 

فَبَدا  وَجهها قَد شابَهُ  الأصفَرُ

قُلتُ  لا تَجزَعي  ...  وهَدٌِئي من رَوعِكِ

لِلتَوٌِ قَد زالَ من حَولِكِ الخَطَرُ 

تَهَدٌَجَ صَوتَها  ... وتَمتَمَت  ...  من أنتَ يا أيٌُها العابِرُ ؟

أجَبتها   ... فارِسُُ  يَعشَقُ الغابات  ... ويَعشَقُ سُكٌَانَها

ثَعالِبُُ  ... والذِئاب ...  أهوى الضَباب 

حينَما  لِلدُروبِ يَغمُرُ

أهوى الظِباء ... تَقضِمُ  غَضٌَها الأغصان ...  وفَرعَها النَضِرُ

والطُيور  رَفرَفَت  بالجَناح ... حينَما  أعشاشَها تُغادِرُ 

تَسعى وراءَ رِزقِها ... فِإذا ما أُرهِقَت تَأفُلُ

وعَلى أفنانِها بَينَ الظِلال   ... ألفَ لَحنٍ تَنشُرُ

فأستَأنَسَت غادَتي ... رُبٌَما قَد شاقَها التَحاوُرُ 

وَبَدَت  كَأنٌَها  تَحَرٌَرَت من خَوفِها  ... 

ولَم تَعُد في رُعبِها تَشعُرُ

أمِنَت جانِبي  ... فَدَنَت  مِنٌِي وقَد غادَرَ  روحَها الحَذَرُ

تَساءَلَت  ... كَطِفلَةٍ ... 

هَل  تَدٌَعي بِأنٌَكَ  فارِسُُ...  مِثلَ أُسطورَةٍ لا تُقهَرُ ؟

أجَبتَها ... ما الٌَذي أخرَجَ غادَةً  من بَيتِها لِلغاب  ...  يَحُفٌُها الخَطَرُ ؟ !!!

قالَت  ... هوَ الحَبيب  ...  حينَما يَغدُرُ 

أجَبتَها  ... لَيسَ  بالحَبيبِ مَن لِلغادَةِ يَقهَرُ

تَساءَلَت ...  وأنتَ هَل تَقهَرُ  الغادَةَ ؟ 

أم هِيَ  مَن أسرَفَت  في بَغيِها لِقَلبِكَ تَقهَرُ  ...  ؟

فَلَم  تَعُد  من شِدٌَةِ  ظُلمِها على البَقاءِ تَصبُرُ ؟

فَجِئتَ لِلغابِةِ  ...  هارِباً  ... في دَغلِها لِحَظٌِكَ تَندُبُ ؟

أضحَكَتني  بَراءَتِها  ...حينَما  في  وَجهِها  تُكتَبُ

أجَبتَها ... لَيسَ لي مِن غادَةٍ  ... فَكَيفَ مِنها أغضَبُ ؟

كَأنٌَما سَرٌَها ذاكَ الجَواب  ...  فَدَنَت  إلَيٌَ تَقتَرِبُ

وأسبَلَت لي جَفنَها  ... يا وَيحَها ...  ما هكَذا أرغَبُ

فأنا من ( هاشِمٍ )  قُرَشيٌُ الهَوى ... ولَها يَنتَهي النَسَبُ

أجَبتها  ...  أستَدعِها عَشيرَتي  ... لِوِدٌِكِ  أخطُبُ  ؟

سادَةُُ نَحنُ في قَومِنا العَرَبُ

تَبَسٌَمَت  ...  في شَعرِها تَلعَبُ

نَظَرَت  إلَيٌَ من طَرفِها  ... كَأنٌَها لِمُهجَتي تُداعِبُ

قُلتُ في خاطِري  ... وأنا غاضِبُ

 كَيفَ أستَعجِلُ  قَبيلَتي ... ولِلجِهازِ  أجلُبُ ؟

ومَتي يَحضُرُ شُيوخَنا من هاشِمٍ ... يا لَهُ النَسَبُ ؟

يا وَيحَها عَشيرَتي  ... مَتى إذاً  خِيامَها  تَضرُبُ ؟

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

توثيق : وفاء بدارنة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق