( العالَمُ إِلى أَينَ؟)
النادي الملكي للأدب والسلام
( العالَمُ إِلى أَينَ؟)
بقلم الشاعر المتألق: زياد الجزائري
( العالَمُ إِلى أَينَ؟)
فيْ عَالَمٍ سَادت بِهِ الدَّهماءُ
وَطَغَت على أحكامِهِ الأَهواءُ
والشَّرُ يَملِكُ فيِهِ أَعظَمَ ثَروَةٍ
والحُبُّ والأَخلاقُ فِيهِ غَباءُ
وَتَقَدَّست فِيه الغرائِزُ والغِوى
وَقَضَت عَلى إِنسانِهِ الأَشياءُ
مايَرتجي مِنهُ النَّبيلُ وَيَشتهي
ذو العَقلِ، أََو مَايُلهَمُ الشُّعراءُ
هَذِي الثَّلاثَةِقد غَدت حُلُمَ الوَرى:
أَكْلٌ ، وَمالٌ وَافِرٌ ، وَنِساءُ
وَسِوى الثَّلاثَةِ إِنْ ذَكَرتَ لِجُلِّهِم
قالوا ؛ سِواها يالبِيبُ هُراءُ !
الحَقُّ لِلأقوى وَإن يَكُ ظالِماً
فِي الغابِ ما لِلبائِسينَ بَقاءُ
حَتَّى الطَّبِيعَةُ أُفسِدت أَركانُها
الماءُ ، والمَأكولُ ، والأَجواءُ
وَتَفَنَّنَ الأَشرارُ فِي طُرُقِ الرَّدى
إِذْ هَمُّهُمْ أَنْ يَكثُرَ الإِفْناءُ
بِالحَربِ أَو بِكوارثٍ مَصنوعَةٍ
أَو نَشرِ أَوبِئَةٍ بِها قَد جاؤوا
فِي عالمٍ فَتَكَت بِهِ البَغضاءُ
فَالكُلُّ فِيْ أَرجائِهِ أَعداءُ
وَتَنَصَّبَ الشَّيطانُ فِيهِ مُشَرِّعَاً
وَتَكاثَرت مِنْ حَولِهِ الأُجراءُ
قالوا: (بِمِليارٍ) سَتَزدَهِرُ الدُّنَى
وَيَفيضُ فِيها الخَيْرُ والنَّعماءُ
وَنُبِيدُ باقِي الخَلْقِ دُونَ هَوادَةٍ
وَنُرَتِّبُ الأَكوان كَيفَ نَشاءُ
ماعَادَ يُسمَعُ لِلعَدالَةِ صَوتُها
بَلْ لِلثَرِيِّ إِذا حَكى الإِصغاءُ
حَتى الذَّكاءُ صِناعَةٌ وَبضاعَةٌ
تُشرى فَليسَ يَنالُها الفُقراءُ
في عالمٍ نَطقَت بِهِ الغَوغَاءُ
ماذا يَقولُ وَيَنطِقٌ الحُكَماءُ؟
وكذا الحَقيقَةُ لَمْ تَعُد مَقبولَةً
بَلْ عُمِّيَت وَأَحاطَها الإِخفاءُ
ياوَيلَهُ مِنْ عالَمٍ سَلكَ الرَّدى
دَربَاً وَظَنَّ بِأنها العَلياءُ
شعر ؛ زياد الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة